يعز
علينا انتقاله المفاجئ بعد خدمة الكنيسة
45 سنة كان عالمًا لاهوتيًّا مدققًا بهذه الكلمات اختار البابا تواضروس الثاني بابا
الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية أثناء تواجده بالولايات المتحدة نعي الأنبا بيشوي
مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري ورئيس دير القديسة دميانه للراهبات والذي توفي في
الساعات الأولى من اليوم الأربعاء، إثر أزمة قلبية مُفاجئة أثناء تواجده بالقاهرة.
يعد الأنبا بيشوي من رجال الكنيسة الأقوياء وفي
عهد الراحل البابا شنودة الثالث تولى "بيشوي" منصب سكرتير المجمع المقدس
لمدة 27 عامًا حتى وفاة البابا شنودة عام 2012، وكان يشتهر بلقب "الرجل الحديدي"
وقال عنه بعض الأساقفة إنه كان يمارس مهام عمله كسكرتير للمجمع ويحضر كل اجتماعاته
ويبدي ملاحظاته البناءة القوية الثاقبة تحت عنوان "لجنة سكرتارية المجمع المقدس"
حتى يتحاشى أي مديح أو ثناء من أحد.
قاد الرجل الحديدي مجموعة من المحاكمات الكنسية
لعدد من الكهنة والأساقفة أثناء توليه منصب سكرتير المجمع المقدس الأمر الذي ساهم في
إحكام قبضته على مجريات الأمور في الكنيسة.
محبة الأنبا بيشوي للكنيسة ورغبته في خدمتها
دفعته للالتحاق بدير السريان في منطقة وادي النطرون بمجرد حصوله على درجة الماجيستير
من كلية الهندسة بجامعة الأسكندرية عام 1968.
يذكر للأسقف الراحل مساهماته بمساعي الوحدة الكنسية
أو الحوارات اللاهوتية مع الكنائس الأخرى سواء الروم الأرثوذكس الكاثوليك الكنيسة الأنجليكانية
الأشوريين.
تميّز "بيشوي" في الحوار اللاهوتي
والمؤتمرات المسكونية والدولية بفضل تمكنه وفهمه اللاهوتي الدقيق، ونال تقدير واحترام
كل الدوائر التي تواجد فيها عبر لسنوات وكان يتمتع الأسقف الراحل بصلات قوية مع رؤساء
الكنائس بالعديد من بلاد العالم.
يعد الراحل أول أستاذ للمسكونيات بالكلية الإكليريكية
استطاع منذ فترة طويلة تأسيس منهجا أكاديميا لمادة المسكونيات اعتمد فيه على خبرته
في العمل المسكوني والحوارات التي يشترك فيها والاتفاقيات التى تمت أو التي مازالت
موضع الدراسة.
مساهمات الرجل الحديدي امتدت لإيبارشيات الكنيسة
بالخارج ففي أوربا رتب ونظم الخدمة سنوات في ألمانيا حتى صار المكان مهيئا لكى يُعيّن
أسقف عام لألمانيا وفي أمريكا ساهم فى وضع قانون الكنائس هناك وكان يكلفه البابا شنودة
ببعض المهام كان أخرها رئاسته للجنة مجمعية لفحص بعض الشكاوى في منطقة الرالي وفي أستراليا
أشرف على تأسيس الكلية الإكليريكية والمدرسة القبطية هناك وشجع النشاط الكنسي للشباب
في تنفيذ بعض الأعمال المسرحية وتصويرها.
رحل الأنبا بيشوي في الساعات الأولى من صباح
اليوم الأربعاء وأعلنت الكنيسة عن إقامة صلوات التجنيز للمطران الراحل الخميس المُقبل
بدير القديسة دميانة بمحافظة الدقهلية.
وأوضحت الكنيسة أن البابا تواضروس الثاني أناب
الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية والأنبا بنيامين مطران المنوفية
والأنبا موسى أسقف الشباب والأنبا دانيال أسقف المعادى وسكرتير المجمع المقدس
الحالى لصلاة التجنيز على روح الأنبا بيشوى مطران دمياط و كفر الشيخ نظرًا لتواجد البابا
في الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة رعوية.
وقال مصدر كنسي إن الجنازة ستقام يوم الخميس في دير القديسة دميانة
بالبراري وأن الأسقف توفي في أحد مستشفيات القاهرة إثر إصابته بأزمة قلبية وأنه
كان أحد المرشحين للكرسي البابوي بعد وفاة البابا شنودة قبل استبعاده من قبل لجنة
الترشيحات البابوية في 2012 وهي الانتخابات التي فاز فيها البابا تواضروس .
وأشار المصدر إلى أن البابا تواضروس المتواجد حاليا في زيارة رعوية
إلى الولايات المتحدة منذ 13 سبتمبر الماضي لن يستطيع حضور الجنازة.
يُلقب بالرجل الحديدي داخل المجمع المقدس
للكنيسة القبطية الأرثوذكسية حتى رحل عن عالمنا الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر
الشيخ والبراري، عن عمر يناهز 76 عامًا

حياته العلمية
الأنبا بيشوي بالميلاد مكرم اسكندر من مواليد 19 يوليو 1942، بمدينة
المنصورة وتلقى دراسته الأولى في بورسعيد ثم جاء إلى الإسكندرية حيث حصل على بكالوريوس الهندسة (قسم كهرباء) ثم عُيِّنَ معيدًا بكلية الهندسة بالإسكندرية .
وتقدم في الدراسة للحصول على درجة الماجستير في الهندسة
الميكانيكية فحصل على درجة الماجستير في
1968م.
وتمت سيامته أسقفا في 24 سبتمبر 1972 وفي عهد البابا شنودة الثالث تولي رئاسة لجنة
الإيمان والتعليم والتشريع ولجنة شئون الإيبارشيات ولجنة شئون الأديرة ولجنه
العلاقات الكنسية (المُقَرِّر) ولجنة
الرعاية والخدمة.
الرهبان
وترهب "مكرم اسكندر " في دير السريان بتاريخ 16 فبراير 1969 باسم
الراهب توما السرياني.
ترقيته فيما تم
سيامته في يوم أحد الشعانين 12 إبريل 1970 وبعدها نال درجة القمصية في 17 سبتمبر 1972م وتم سيامته أسقفا في 24 سبتمبر 1972 وسيم مطرانا بعدها في 2 سبتمبر 1990 بيد المتنيح
قداسة البابا شنودة الثالث وشغل منصب
سكرتير المجمع المقدس في الفترة من عام 1985 وحتى 2012م.
ترأس
اللجان
كما ترأس المطران الراحل مجموعة
من اللجان داخل المجمع المقدس منها لجنة
الإيمان والتعليم والتشريع ولجنة شئون
الإيبارشيات ولجنة شئون الأديرة ولجنة العلاقات الكنسية ولجنة الرعاية والخدمة أستاذ مادتي اللاهوت و المسكونيات في الكليات
الاكليريكية بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور وشبين الكوم.
اللقاءات
وكان الأنبا بيشوى مسئولًا عن لجنة الحوار اللاهوتي حيث مثل نيافته الكنيسة القبطية في كثير من
اللقاءات والحوارات اللاهوتية مع كنائس الروم الأرثوذكس والكنائس البروتستانتية والكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الإنجليكانية .
اراؤه
و تصريحات
في سبتمبر 2010 صرح الأنبا بيشوي إن الأقباط
هم "أصل البلد وأن المسلمين حلوا ضيوفاً في بلدنا (مصر) واعتبرناهم إخواننا..
كمان عايزين يحكموننا"! موجة شديدة من الغضب بعد أن لوح بـ "الاستشهاد"
للحيلولة دون إخضاع الأديرة تحت رقابة الدولة أسوة بالمساجد" وهو ما اعتبره
مثقفين أقباط " فتيل لإشعال فتنة طائفية .
واعتبر الرجل الأقوى في الكنيسة الأرثوذكسية
والمرشح لخلافة البابا شنودة الثالث في تصريحات كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس بأنه "كلام
فارغ" على الرغم من اعترافه باحتجازها داخل أحد مقار الكنيسة إلى جانب السيدة وفاء قسطنطين زوجة كاهن أبو المطامير التي أثير حولها ضجة
مماثلة قبل ست سنوات.
وأكد مثقفين ومفكرين أقباط أن تصريحات بيشوي "
تجاوزت كافة الخطوط الحمراء وتصب الزيت على النار ومن شأنها أن زيادة حالة
الاحتقان الطائفي في مصر" في خضم الأزمة المثارة بشأن اختفاء كاميليا التي
تحتجزها الكنيسة منذ أواخر تموز/يوليو 2010 بعد أن تسلمتها من أجهزة الأمن إثر
توجهها إلى الأزهر لتوثيق إسلامها .
ووصف مثقفين أقباط في تصريحات لصحيفة المصريوناللهجة
التي تحدث بها سكرتير المجمع المقدس بأنها "طائفية" واستمرارًا لما
اعتبروه "تحديًا لسلطة الدولة واستعراض الكنيسة لعضلاتها أمام الدولة
والخارج، وإظهار على أنها كيان مواز لدولة داخل الدولة بسبب حالة الضعف التي تتعامل
بها الدولة مع الكنيسة منذ سنوات .
وطالب العوا خلال حديثه لبرنامج بلا حدود الذي يقدمه الإعلامي أحمد منصور على فضائية [الجزيرة] الإخبارية، بيشوي بسحب
تصريحاته والاعتذار عنها. مشددا على أن مثل هذه التصريحات لا يجب أن تصدر عن أسقف
مسئول عن المجلس الإكليركي .
وطالب بمحاسبة بيشوي عن هذه التصريحات كنسياً متسائلا
كيف يقول مسئول مثل بيشوي مثل هذه التصريحات والتي جاء فيها أيضا "عندما
نتحدث في هذا الأمر يقول المسلمون هذه بلدنا وتريدوننا الا نتحدث عن السياسة في
بلدنا فأنتم معشر المسلمين ضيوف علينا".
وتساءل العوا : "كيف يقول بيشوي
إن المسلمين ضيوف على أرض مصر بينما هم يشكلون 96 في المائة من السكان ويعيشون على
أرض مصر منذ 14 قرنًا .
واتهم العوا بعض رجال الكنيسة وعلى رأسهم الأنبا بيشوي،
بمحاولة إحداث فتنة طائفية في مصر وملء النفوس بالضغينة والكراهية نافيا ما روج له
بيشوي بسعي المسلمين إلى حكم الكنيسة رغم كون الكنيسة وبموجب الدستور تعتبر مرفق
من مرافق الدولة المصرية وينبغي ان يحكم بموجب الدستور والقانون المصري التي تسعى
الكنيسة لاختراقه .
وانتقد العوا التصريحات التي تصدر عن بعض المسئولين
الكنائسيين الذين يؤكدون أن انتقاد البابا شنودة "خط أحمر" لا يجوز
الاقتراب منه مشيراً إلى أن الدستور والقانون ليس فيه خطا أحمر.
وقال : "هذه التصريحات تصدر عن
مسئولين في الكنيسة من عينة الأنبا بيشوي وهم يسعون لجعل "الكنيسة فوق
الدولة" وهذا وضع "مرفوض و خاطئ" .
مشيراً إلى انه عندما ينقلب الهرم وتصبح
الكنيسة رغم أنها "جزء من الدولة" فوق الدولة فسوف تنهار الدولة بحسب
قوله .
وشدد العوا على أن ما حدث مع وفاء قسطنطين وماري عبد
الله هي قضايا انتهاك حقوق الإنسان والحرية الشخصية وانتهاك للمعتقدات التي يحميها
الدستور، مشيرا إلى أن هناك ملفات حول هذه الانتهاكات وأن هذه الانتهاكات لا تسقط
بالتقادم، وسيحاكم عنها مرتكبيها بموجب الدستور مهما طال الزمن.
ونبه العوا إلى أن الكنيسة تحولت إلى إمبراطورية موازية
للجمهورية المصرية ولا يستطيع أحد التدخل فيما تفعله، مستدِلاً بتصريحات الأنبا
ييشوي التي أكد فيها على أن ما يحدث داخل الكنيسة لا يحق لأحد التدخل فيه.
وأعرب العوا عن أسفه لتورط جوزيف نجل وكيل مطرانية
بورسعيد بطرس الجبالاوي ونجل الانبا اسناسيوس مطران كنيسة "مارمينا " في
جلب السلاح من إسرائيل بموجب ما ضبطته أجهزة الأمن لتخزينها في الكنائس لمحاربة
أبناء وطنه من المسلمين .
وقال إن ضبط هذه الشحنة تعني كارثة محققة خاصة
وأن عرف أجهزة الأمن يؤكد أن ضبط شحنة تعني مرور 20 شحنة سابقة غيرها.
وانتقد تعامل وسائل الإعلام مع مثل هذه
القضايا بسياسة "تعتيمية" موضحاً أن كل قضية يشم فيها رائحة الإسلام
تنشر على أكبر مساحة. في حين يتم تجاهل القضايا الهامة والخطيرة مثل هذه القضية
التي تهدد الأمن القومي المصري على الرغم من أن النائب العام منع جوزيف نجل وكيل
المطرانية من السفر إلى الخارج.
وقال العوا : "إن من يحرض أمثال هؤلاء من عينة
جوزيف هي تصريحات الأنبا بيشوي الذي قال في أحد تصريحاته (إننا على استعداد
للاستشهاد في حالة التدخل في شئون الكنيسة" وتساءل العوا متعجبا من هذه
التصريحات اللامسئولة: " من هو الطرف الذي سيحاربه كي يستشهد أمامه غير أبناء
الوطن من المسلمين". وتطرق العوا إلى قضية "التبشير" التي وصفها بـ
"الخطيرة للغاية" مؤكداً أن الإشكالية في التصريحات التي تحقن النفوس
مثل (عايزين يحكموا كنايسنا) و(المسلمين ضيوف على المسيحيين) وتصريحات البابا
شنودة والتي قال فيها "لن انفذ حكم قضائي يتعارض مع عقيدة الكنيسة".
وأضاف : "أن النظام الحاكم جعل من مصر دولة
"ضعيفة" يمكن ليَ ذراعها، وحادثة وفاء قسطنطين دليل على ذلك"
متابعاً : "مصر دولة مستبدة تنازلت على جزء من استبدادها للكنيسة".
وأكد العوا على أن تدهور العلاقة بين
المسلمين والأقباط يتحمل مسؤوليته الكنيسة والدولة التي تحالفتا على حساب أبناء
الشعب المصري ووحدتهم.
وتابع العوا : "لقد بدأت وتيرة التصعيد في
موقف الكنيسة ضد الدولة منذ قرار المحكمة الإدارية العليا الذي نصر الأنبا شنودة
على الرئيس السادات وإعاده إلى كرس الباباوية وتشكيل مجلس ملي لإدارة الكنيسة حتى
عام 2003 والذي شهد ذُروة التوتر بحادثة وفاء قسطنطين".
وأشار إلى أن ما يزيد مشاعر المسلمين تأججاً
هو المطالبات الكنسية بتحجيم العمل الإسلامي التطوعي والعام مثل التعليم الإسلامي
والخدمات الطبية الإسلامية وحذف الآيات القرآنية من كتب القراءة المدرسية وغيرها
من النشاطات التي لا تستهدف المسلمين فقط كما يدعي بعض رجال الكنيسة".
واستنكر العوا ممارسة الأساقفة للعمل السياسي الذي
يتناقض مع دور الكنيسة الروحي مشيراً إلى
أن عقيدة الكنيسة تقوم على أن " مال الله لله ومال قيصر لقيصر".
وحذر العوا من أن استمرار الوضع بهذه
الوتيرة، خاصة في ظل إحساس المسلمين بالظلم والاضطهاد سيؤدي إلى احتراق الدولة،
مشيراً إلى أن المسلمين أصبحوا لا يشعرون بالأمان على دينهم، وأنه يمكن احتجازهم
في مكان غير رسمي تابع لجهة غير رسمية في الدولة.
ولفت العوا إلى أن حكم المحكمة الدستورية بشأن الزواج
الثاني، دعم موقف البابا شنودة، مشيراً إلى أن هذا الحكم عليه أحاديث كثيرة من
الناحية القانونية، وأن نفوذ البابا كان وراء صدور مثل هذا الحكم . وتابع :
"اذا كان القضاء يستهان به في مصر إلى هذه الدرجة فمتى يصبح المسلمون
المصريون آمنون على عقيدتهم ولهم حقوق مساوية للأقباط".
كتب لاهوتية
كان أحد المرشحين لكرسي البطريركية له عدة كتب لاهوتية هامة كما خصص كتابا للرد على أفكار القمص متى المسكين
- كتاب عن الأدفنتست السبتيين - كتاب عن التكلم
بإلسنة - كتاب طبيعة المسيح عريس الكنيسة بالاشتراك مع نيافة الانبا موسى - كتاب خدمة
الكهنوت - كتاب عن الاتضاع سلاح الغلبة - كتاب لماذا الصليب بالذات - كتاب شخصية المسيح
الفريدة - كتاب المجئ الثاني من منظور روحي - كتاب عقيدة الكفارة و الفداء و إعلان
محبة الله و عدله على الصليب، بالاشتراك مع الدكتور جوزيف موريس فلتس.