القصة القصيرة : المقعد الصخري .
الأديبة : وحيدة رجيمي – ميرا –المجموعة القصصية : والقلب قبلته من يحب . إصدار دار يسطرون جمهورية مصر العربية
قراءة ناعمة : الطيب عبادلية ..
العنوان : إختارت الكاتبة لقصتها عنوانا مركبا من كلمتين ، معرفتين لتبين ، الدلالة وما تقصده ، المقعد الصخري ، وهنا تقودنا إلى الثابت .. وبإدراك منها أبعدتنا أو أبعدت عنا كل إلتباس ، حتى نبقى نتدرجك مع البناء القصدي ، ونجتهد في تحديد المكان ووظيفته .
المقعد الصخري الثابت والمتغير .. دلالة عن الأصل ثابت وهو الحب ، وما هو حوله توتر تشنج ، خصام ، عراك ، ما هو إلا متغير إلى زوال ، ليبقى الثابت .
الإفعال الوظيفية : رغم أن الكاتبة قد إعتمدت تمويهنا بالعنوان المركب وذللالته : الصلابة ، القسوة ، البرودة .. الصخري..
إلا أنها وفي المقابل في صميم صلب القصة كشفت لنا عن فيض وجدان نابض ، وحب ناعم ، وانسياب في النبض ، فالكاتبة وظفت مجموعة من الأفعال الوظيفية ذات المعنى المعين ، والدلالة التي ترمي إليها الكاتبة الذي يعني لدى المتلقي أن الكاتبة وحيدة ..
وظفت مجموعة من الأفعال الوظيفية ، الحركية والحسية والوجدانية وقد أحصيت بعض هذه الأفعال ومنها :
( اجلسي .. نتحدث .. أتنفس .. ) ، ( أمسك .. تسارع .. توهجت .. أستمد ..) ، ( إستل .. لمسني .. تحسنت .. ) ،( سحب .. تدحرجت .. يبتغي .. تراجع .. ) ، ( لا يزعجني .. تتورط.. تشتعل .. ) ، ( تنهد .. يعيدها.. لا تريدني ..) ، ( وضع يده .. طوقني .. قربني ) ، ( تألمت .. آثرت .. وجدتني أبكي .. ) ، ( ندمت .. غمرني .. اضرم النار ... يلين القلب .. ) .
وغيرها من الأفعال التي آثرت على أن أتجاوزها حتى لا أثقل كاهل القاريء ، ولا أمضي محولا القراءة الناعمة إلى تشريح قصة وتأويل ما لا يؤول ..
والملاحظة في تتابع وتوالي الأفعال وتوظيفها في الجمل وتطورها الوظيفي في البناء القصصي وعضوية القصة ..
دليل على أن الكاتبة تعي قولا وكتابة ما تريد أن توصله للقاريء أي قاريء ، وهي تعي جيدا أن تنوع قدرات القراء لا يعفيها من الاجتهاد والإجهاد .
القصة : تبدأ الكاتبة القصة بمهارة وقصد مبيت وذلك بفعل امر إجلسي .. الذي يعطي إنطباعا أنها مأمورة بفعل الأمر ولكنها تستدرج بالقول المرادف لفعل الأمر رجاء ... اجلسي رجاء .. فكلمة رجاء تحول فعل الأمر اجلسي إلى التماس وليس أمرا .. أو إكراها .. وهذا الذي يستوعبه القاريء أن بطلة القصة شخصية لها مقامها السامق ، والقيمة الإعتبارية لدى البطل
اجلسي رجاء .. دعينا نتحدث .. هذه جملة في دلالتها تعبر عن خصام بين إثنين .. البطلة والبطلة .. وأحدهما يبادر للتفاهم بفتح الحوار ( نتحدث ) .. وتأكيدا للخصومة تنقلنا الكاتبة إلى رد البطلة على إلتماس البطل ..
لا .. متوترة .. وأتنفس بصعوبة .. حرارتي منخفضة والمقعد مثلج .. سأظل واقفة ..
رد البطلة هو الإمتناع عن الجلوس وهي تقدم تبريرات الرفض .. أتنفس بصعوبة .. وتغوص أكثر في الإقناع بالتبرير الموضوعي .. حرارتي منخفضة .. وتبين صدق التبرير المقعد مثلج ..
نسجل إختيار الكاتبة والقدرة على تماسك جملها .. في هذا الرد وعلى لسان البطلة .. حتى تبين لنا حقيقة أن كلمة رجاء قد حولت فعل الأمر إلى إلتماس .. وتظل الكاتبة توظف أفعالا لها وظيفة معينة .. هذا لا يعني أن الكاتبة تنصر وتغلب البطلة على البطل ولكنها - الكاتبة - تضمر لنا شيئا ، وتتركه لأوانه ، فالكاتبة حقوقية وتحسن التسلسل والترتيب في قضية الحال .
وما يستولى على فكر الكاتبة هو الإقناع لأنها تدرك أن القاريء هو الحكم ( القاضي ) . ونسجل التدرج التصاعدي
متوترة وأتنفس بصعوبة .. هذه تعتبر الجملة الجوابية على أجلسي رجاء .. بينما لا .. أتنفس بصعوبة ما هي إلا جوابا على دعينا نتحدث .. وهذا الجزء من الحوار .. فسرته في جملة إعتراضية كأن المشهد فك خصام وبحث عن وئام .. تنقية أجواء .. بينته الكاتبة بعبارة متوترة ..
وذهبت الكاتبة إلى الأبعد بما عبرت عنه بعبارة ناعمة دالة عن ما يدل أنه أكثر قسوة ..
أتنفس بصعوبة وكأنها تريد القول ( راني فادة وروحي في خشمي ) .. ما هذا إلا تفسير لكل هذا التشنج وإن إختزلتها الكاتبة مستعينة بحذاقتها ونباهتها ودرايتها بشعور وإحساس الأنثى ( المراة ) ، إختزلتها في عبارة ساظل واقفة ، وكأنني بالكاتبة وحيدة تلطف عبارة تريد البطلة قولها ( خليني ساكتة ) ، عبرت عنه الكاتبة بلغة ناعمة غلفت به لغة البطلة ، والكاتبة الأدرى بشخوصها ..
هي الفقرة التي بدأت بها الكاتبة القصة ، وهي الأكثر تشنجا وبلغت شدة التوتر مداها ، فالكاتبة تصعد بنا إلى ذروة غضب البطلة المعبر عن حالة خصام غير معلن ، والكاتبة هنا تمهد لتنتقل بنا بحركة سلسلة وبمهارة فنية أكثر نعومة ولطفا بتوظيف فعل وظيفي حسي ( أمسك ) لتكشف لنا عن مفعول هذا الحس وتترجم الشعور به ( تسارع ) لتوغل الكاتبة في مفعوله ( تسارع نبضي ) ولو توقفت الكاتبة هنا دون الذهاب في الدلالة والتبيان لكان الأمر عادي ، وعادي جدا ، ولكنها تفننت وبدقة في رسم الصورة وأجزائها ( توهجت وجنتاي ) ، وهذا ما مهدت به الكاتبة لزوال التوتر ، وعودة وتيرة التنفس إلى طبيعتها بمواكبة تسارع النبض ، مما يستوجب الجلوس والإسترخاء ، الذي كان غائبا في البداية ,
تصف لنا الكاتبة وحيدة إستجابة البطلة لدعوة البطل بعد أن أمسك بيدها وليس قبل ذلك ، وتبعات هذه اللمسة ، وتأثيرها السحري الذي غير في وتيرة النبض ، وتوهج الوجنتان ، والتنفس ، مما دفع بها إلى الجلوس وتلك تدل على الطمأنينة والهدوء ، وسكينة ما بعدها سكينة واطمئنان .. لتقول لنا وحيدة على لسان البطلة
بقيت متشبثة بكفه .. واستمد منه دفء وأمانا ..
وكلمة متشبثة تعني متعلقة بيده ( كفه ) وضعية من الأسفل إلى الأعلى ، التي تظهرها الصورة الفنية أنها- البطلة – جالسة بينما البطل يظل واقفا .. والبعد النفسي هنا يعبر أن البطلة في حالة غضب والبطل في حالة هدوء لذلك طلب .. دعينا نتحدث ..
نكمل معا هذه القراءة ، دون إخفاء الإستمتاع بهذه الصورة الفنية التي شكلتها الأديبة وحيدة من خلال إنسيابها في سرد تفصيلي ، لتعبر عن تلك الحالة التي بدأتها بما يعبر عن خصام ناعم ، ووظفت مجموعة من الأفعال الوظيفية التي عبرت بها عن السلوك المشترك الذاتي والمقابل له ( البطل والبطلة ) ، وبترتيب مبهر في دقة الوصف ، ونقل الصورة بلغة فنية راقية ـ
أمسك يدي ، هذا الفعل الذي تحدثنا عنه في الجزء الأول ، ونسترسل في القراءة لتقول لنا الكاتبة على لسان البطلة
إستل يده بلطف .. لمسني أسفل الذقن .. عادت الحرارة ..
في الأول قالت أمسك يدي ، وهذه الحركة أدت إلى .. تسارع فجأة نبضي .. لتبين لنا هذا التناسق بين وظائف الأفعال الموظفة ..
ونتيجة لذلك قد عبرت أنها بين الدهشة والذهول ( تعجبت ) ، وتبين السبب بالسؤال ..
كيف للحرارة أن تعود وهي تجلس على مقعد صخري .. وبنباهة الكاتبة على لسان بطلتها تقول لنا .. كانت يده ناعمة رغم خشونتها .. فقد جمعت بين متناقضين ، الناعم والخشن ، ولعها ذهبت إلى ظل ومعنى الخشونة بالقصد أنه ( رجل ) ،،، وتواصل وحيدة سردها الذي تتميز به بالإنتقال السلس في فضاء الصورة الفنية دون ترك الفراغات التي قد يستوطنها السهو أثناء القراءة .. تنقلنا إلى حوار دافء ، راقي ، وكأنها تعبر أو تبين للقاريء أن ذلك التوتر والتشنج بدا ينقشع غيمه وكان يشكل بداية داكنة في البداية ..
قال : هل تحسنت ( البطل ) ويقصد ( الحرارة ) ، فترد البطلة ( نعم قليلا ) ، وهنا تكشف لنا وحيدة نوايا البطلة التي تقول شيئا وتخفي أشياء بقولها .. وبيني وبين نفسي قلت كثيرا كثيرا ..
نعم قليلا التي جاءت جوابا كانت دافعا للبطل بأن يسحب يده ، وفي نفس الوقت يدسها في جيبه ، كأن الكاتبة تقول بالمستتر والدلالة كأن البطل يريد أن يدخر تلك اللمسة ، أسفل الذقن ، ومع توظيفها لكل تلك التفسيرات ، التي جاءت في سرد التفاصيل إستطاعت الكاتبة وحيدة أن تترك للقاريء الإختيار المناسب والمقنع له ، فعددت التبريرات ، وقد نجحت في ذلك إلى أبعد الحدود .
تصف لنا الكاتبة حالة البطل ، وتوتره ، قلقه ، خوفه ، هذه الحالة النفسية المضطربة والتي لها أسباب ، عبرت عنها بهذه الصورة .. نظر قليلا في الأفق ..وتنهد تنهيدة بألف آآآآه و آآآآه
قالت الكاتبة نظر ولم تقل تأمل ، والفرق أن النظر له زمن قصير ويعتمد على الإبصار ، بينما يتأمل مرتبطة بالفكر والسؤال والبحث عن تفسير .. حتى لو لم ير ..
وما يعبر عن القلق والإضطراب .. تلك الزفرة والمعبر عنها بالآه ..
عاود النظر إلي .. الإنتقال منها والعودة إليها فثمة مشكلة ويجب التصريح بها .. قال تكلمي
يواصل البطل في الإسترسال : غاضبة ... أنا يا حبيبتي لا أطيق رؤيتك وأنت على هذه الحالة .. هنا الكاتبة وحيدة بنباهة ، بقصد أو بغيره ، أو سهوا منها ..أو لعل الأمر لا يتعدى أنه مجرد عملية تقنية أثناء التوضيب والتصفيف
حيث كان يجب فصل لغلة وجمل الحوار عن بعضها لتبيان مقاصدها ..
قال تكلمي ما لك واجمة ... وبعدها بالفصل بينها وبين الموالي لها تأتي عبارة .. غاضبة .. وهنا التعبير القصد منه سؤالا واضحا .. هل أنت غاضبة .. فتخلصت الكاتبة من الحشو والإطناب ..
وتختم الحوار بتلك الجملة التي يجب أن تقال دفعة واحدة أو قولا واحدا ، واستسمح الكاتبة بالقول هي جملة الجرعة الزائدة .. والمسببة للإستفاقة وعودة الوعي .. والدليل ... قول البطلة ..
حبيبتي .. قال .. مرت أيام ولم يقلها .. هنا أسجل على الكاتبة أن البطلة تقول مرت أيام ، يعني تتحدث عن ما حدث وصار من الماضي ..
فجأة وفي نفس الجملة وبإستعمال أداة الجزم لتوظف فعل المضارع للحاضر والمستقبل وكان عليها أن تحافظ على زمن الماضي الذي تمنع في القول لها حبيبتي .. بأن تقول .. مرت أيام وما قالها ..
فالبطل قالها الآن .. بمعنى أنه أوقف الماضي بقولها حاضرا ..
كشفت لنا الأديبة وحيدة في هذه القصة عن مدى تمكن الكاتبة في البناء القصصي ، وأسلوبها السردي ، وهو ما يدل بوضوح على تميز وحيدة ( مع حفظ الألقاب ) في القصص التي تكتب ، لغة ، أسلوبا ، جملا قصيرة تعبيرية تجنح إلى الشعرية ،
في هذا الجزء الثالث والأخير ، تنقلنا الكاتبة إلى الإنفراج ، ودون أن تسقط في المباشرة ، والتي تسطح العمل الأدبي ، وفنياته ، إعتمدت على بارادوكسية أدبية ، كأنها تجيب عن أسئلة طرحت في البال ولم تكتب ، أو كأنها فسرت ما جاء قبلي في بداية القصة ، الخصام الناعم ، الإمتناع عن الكلام ، رفض الجلوس ..
ثم .. توظيفها لمجموعة من الأفعال الوظيفية حسية وحركية ووجدانية ، وتوقفنا معا عند عبارة مفتاحية ، عبارة شكلت ذروة في القصة ؟؟
حبيبتي .. قال .. مرت أيام ولم يقلها .. من خلال عاطفة البطلة وهي في حالة توهج ، قالت لنا وهي تنقل لنا هذه المشاعر ، ليست أياما .. مر دهر وما قالها .. الإحساس بطول المدة ( دهرا ) وما هي كذلك لكنه التشاؤم أو هو حالة الإنتظار وإذا طال دب في النفس وتوجست متشائمة ، وتألما ، ولكنه قالها .. وهي .. الكاتبة تصف حالة البطلة تغوص بنا في أعماقها لتكشف لنا عن الأماني المرغوبة والمرجو منه أن يقول أكثر ..
ليته يعيدها .. شنف سمعها وأطرب نفسها بقوله لها حبيبتي فهل كانت كافية شافية حتى ترضى ويزول عنها الغضب .. ويعيد إلى نبضها دفئه .. وتدفق دمائها ..
تواصل محافظة على نسق الحوار .. ونبض الكلام .. حبيبتي لا تريدين حتى الكلام ..
توقفت بعض الوقت عند هذه الجملة الأدبية الفنية ذات الدلالات .. وتساءلت ..
لماذا لم تعبر الكاتبة بالقول : حبيبتي لا تريدين الكلام .. ( يعني حذف حتى ) فتبين لي أن الجملة بحذف حرف ( حتى ) تفقد نبضها ومدلولها .. وتصبح الجملة كلاما متداولا شائعا بين الناس .. بلا طعم .. وتوظيف ( حتى .. ) دلت على أن البطلة كانت في حالة توتر وتشنج عال الشدة .. لذلك فقد إمتنعت عن الجلوس وعن الكلام ، وعن النظر في ملامح من يقف أمامها ( حبيبها إلا من طرف عين ) ونتيجة تطور تفاصيل الحدث بدأت شدة ذلك التيار تخف وتضعف ، وتستبدل بشيء من التوهج ..
وعندما قال لها الذي قاله فقد شنف أذني بها .. لم تقل سمعي .. بما اسمعني ..
وأتصور أن دلالات التوهج والتوقد .. إحمرت الأذن حياء ورهبة ورغبة ..
ومن هذه الزاوية يبدأ نبض الكاتبة يقودنا إلى الانفراج بسلاسة لغوية وجمل قصيرة متحررة من الإطناب الذي يثقل كاهل القصة ..
وتصف الكاتبة وحيدة بسرد ناعم .. وفي جملها التي تتميز بها حالة البطلة لتكشف لنا تلك المعاناة .. والارتباك .. ما بالي عاشقة متمنعة وممتنعة .. نفس الكلمة بدلالات مختلفة نتيجة تحريك حرف التاء لا غير ..
وتواصل الكاتبة بتلك الجمل المترابطة والمفسرة في التعاقب تباعا ..
حيرتي كبيرة .. ووجعي أكبر .. ففي العادة والمألوف أن الحيرة كلما إستبدت بنا نضيع بوصلة الإتجاه ، ولكن البطلة تقول لنا كلما إحتارت كلما إستبد بها الوجع ..
ثم ... فجأة .. بلباقة إمرأة ولا أقول أنثى .. تحول الكاتبة شراع الإتجاه والعودة إلى حالة الرومنسية المستحبة ..
وضع يده على كتفي ( دلالة على الدعم والإسناد ) ، طوقني ( الإحاطة ) ، قربني ( القبول والرضا ) ، نظر في عيني ( الهيام والغوص في الإعماق ) ، إبتسم ( دلالة على زوال الخصام )
قال : واش بيه الزين حزين ..
كشفت لنا الكاتبة وحيدة عن كنه بطلة قصتها أنها شديدة الحساسية ، ورومنسيتها شفافة ، بطلة مدللة جدا .. ايام حرمها من قول ( حبيبتي ) فتشنجت وغضبت ، وخاصمت ، وأنخفضت حرارتها ، وضغف نبضها ..
وعندما لمسها توهجت ، وعندما قال لها حبيبتي إينعت ..
وعندما قال لها .. واش بيه الزين حزين .. فقد فقدت ناصية الكلام .. لتقول لنا على لسان البطلة ..
وفي جمل مبنية على النقيض .. نفي النفي إثبات له ..
ماذا عساني أقول ...؟؟؟؟ وكيف أقول له ....؟ حبك ألم وندم .. كلما أحببتك أكثر تألمت أكثر .. كل هذه مقدمات لتبريد الجملة التالية ..
من وجعي آثرت الإبتعاد .. لعل البطلة وبالواقعية الإجتماعية فرضت على الكاتبة هذا الإختيار دون غيره .. وهو الإستسلام عوض أن تقاوم ..
تساءلت وأنا أقرأ .. فكان الجواب طي سطور القصة .. ضياع فرصتي في الحب والهوى وكم ندمت على ذلك ..
سألت البطلة وأنا الح على الكاتبة وحيدة أن تكشف لنا عن أغوار نفسية بطلة قصتها ..
لن أقدر على قول ذلك .. هكذا يأتي الرد عن السؤال المشاكس .. وتجيب البطلة جوابا يبقى مفتوحا على كل التأويلات والدلالات .. حتى الكرسي الصخري اعطاني درسا .. غمرني بدفئه وحل عقدة لساني .. وتذهب بنا وحيدة إلى أبعد الحدود وهنا يتجلى تدخل الكاتبة ، وتوصليها للمعنى ، والفكرة التي وراء هذه القصة بالقول .. كيف يلين الصوان الذي إذا ما إحتك ببعضه أضرم النار .. وتواصل بذكاء ودهاء قولها الذي قالت فيه كل ما أرادت قوله .. ولا يلين قلب من لحم ودم .. قلب الإنسان .. هذه قراءتي لقصة المقعد الصخري .. أتمنى أن تروق للكاتبة حتى وإن لم تقتنع بوجهه نظري في القراءة ، ومع ذلك فإننا نتفق على أن هامش القراءات الأدبية ما هي إلا إجتهاد قارئ ، فقد يكون لغيري رأي آخر وفي قراءة أخرى
إلى لقاء آخر وفي قراءة ناعمة لقصة أخرى من مجموعة والقلب قبلته من يحب .. الروائي الطيب عبادلية
عناقيد الكرم تتدلي من الجزائر( رؤية نقدية) للقصة القصيرة ====المقعد الصخري===== بقلم/ الطيب عبادلية