جلس وكيل النيابه ينتظر دخول المجرم الاتي ليبدا في التحقيق معه .
يريد ان تنتهي ساعات عمله لكي يغادر إلي منزله لقد حقق في قضايا كثيره هذا اليوم .
كان يتناول فنجان قهوته ويدخن سجائره حين دخل رجلاً في الستين من عمره .
ليس اول رجل يحقق معه زياد في مثل ذلك العمر لا يعلم ما هذا الشعور الذي شعر به حين راءه وكان جسده انتفض .
لاول مره يسمح لاحد بالجلوس امامه بالرغم من صرامته إلا انه عادل يحاول اقامه العدل بقدر المستطاع .
لطالما كرهه الفساد الذي يراه حوله يحاول ايجاد مخرج لكل متهم يدخل اليه . يخاف ان يظلم احداً اتفضل ااقعد .
تعجب الكاتب كثيراً من تصرف زياد ولكنه لم يعلق عليه .
نظر زياد بصرامه إلي الشاويش حين نعت الرجل بالمجرم امامه وامره بالخروج من الغرفه .
اسمك وسنك وتهمتك ايه .
وايه اللي جايبك قبل كل داه ليك سوابق اسمي محمود كارم سني 65 سنه ، اول مره يا بيه ادخل قسم في حياتي كلها بس النصيب .
تهمتي يا باشا اني عاوز اكل عاوز اعلاج بنتي .
كان الكاتب يعلم تلك الاسطوانه جيداً جميع من يقبض عليهم يحاولن انكار التهم واسقاطها عنهم اما تعليق اخطائهم علي شماعه الظروف ولكن تغيرت نظره حين اكمل الراجل انا غلطت يا باشا وعاوز اتعاقب واتحاسب عاوز اخد حسابي في الدنيا قبل ما اخدها في الاخره علشان كدا جيت اعترفت علي نفسي مستنتش حد يقبض عليه .
ايه اللي حصلك بالراحه كدا عاوزك تحكيلي عن كل شي بالتفصيل .
رفع زياد سماعه هاتف مكتبه وطلب للرجال ماء وفنجان قهوه .
بنتي عندها 23 سنه جاتلها الزايده وكانت هتنفجر فيها وتموت دخلتها مستشفي خاص لان الحكومي انت عارفاه هيموتها بالحياه مكنش معايا خمس الاف جنيه تمن العمليه وتمن متابعتها فسرقت .
مكنش قدامي حل غير إني اسرق مفكرتش تستلف او تشوف حد يديك بدل ما تسرق دورت ومحدش معاه ولو حد معاه الناس بقت تعمل حساب بكره قبل النهارده الناس بقت تحوش للمستقبل اللي ما يعلم بيه الا ربنا في الزمن داه محدش بيدي لحد شي .
انا عارف اني غلطان واللي حصل مش مبرر اني امد ايدي علي فلوس غيري بس هعمل ايه والله فكرت كتير ملاقتش حل الا كدا . سرقت مين .
مدير المستشفي ليه هو بالذات .
وممكن تكرر اللي عملته تاني ومخوفتش من ربنا اولاً هو بالذات لان معاه بدخل الخمس تلاف جنيه خمسه مليون ولو اتحطيت في موقف اني اسرق علشان انقذ بنتي او غيرها هسرق ومش هخاف اانا فعلاً خايف من ربنا بس مظنش ان ربنا هايحسبني قد ماهيحاسب اللي فوق ، اللي مش حاسين بينا لو كل واحد يخرج زكاته لو العدل يقوم لو الناس تبطل افتراء مكنتش احتاجت ومكنتش بنتي تتعرض للموت لو المستشفيات الحكومي تهتم بالغلابه يا باشا ولو اللي فوق ميسرقوناش وياخدو اللي مش ليهم مش هعمل كدا كان نفسي مصر تبقي احسن كان نفسي العدل يقوم فيها كان نفسي اللي زي ميسرقش كان نفسي اهلها يحبوها كان نفسي ولادها لما تتعب تتعالج لما تجوع تشبع لما تعوز تلاقي لكن الظاهر ان العدل مات مع عمر .
انا مستعد لاي عقاب ومش ندمان علي اللي عملته قررنا نحن زياد هشام الافراج عن المتهم محمود كارم وتبرته مما منسوب اليه اتفضل امشي واتمني ان اللي نفسك فيه يتحقق ومتقلقش مصر هتبقي احسن احنا بس محتاجين وقت خرج الرجل وعلامات الدهشه تعلو وجهه كان يشعر انه يحلم لن يُسجن .
كانت الدهشه التي اصابت الرجل كمثل الدهشه التي اصابت كاتب النيه وائل .
حضرتك افرجت عنه ليه دا حرامي احنا اللي حراميه مش هو احنا اللي ظالمين مش هو تفتكر لو حد فينا اتحط في موقف زي اللي هو اتعرضله كنا اتصرفنا ازاي تفتكر لو بنتك او بنتي اتعرضو للموت واتحايلنا علي مدير المستشفي انه يعالجها ومرضاش هنفضل مستنين معجزه من السماء تحل اللي بيحصل لا كنا هنتصرف زيه ولو هنقيم العدل ونسال الناس عن واجبتهم لازم ندي الناس حقوقهم الاول إحنا محتاجين نقيم دوله العدل.
القصة بقلم / ريهام هشام