افشو السلام بينكم
تكتب : نهى عزالدين
قالها
يوسف وهبي : ما الدنيا إلا مسرح كبير نعم إنها الحقيقة أن الحياة مسرح والبشر
ممثلون بها فمنا من يتقن الدور بمنتهى البراعة ومنا من هو فاشل على مسرح الحياة
فلم يتقن فن الخداع إننا فى زمن لا نستغرب فيه شيئًا أبدًا فقد تحولت الحياة إلى
ساحة حرب والحرب خدعة فإن كان النووي أقوى سلاح فى الحرب كذلك أقوى سلاح فى حرب
الحياة هو تزييف المشاعر فكم من متحدث نسمعه نقول ملاكًا من السماء وهم شياطين
الأرض إن المشاعر المزيفة في الصداقة الحب والعمل وكل العلاقات الاجتماعية أصبح
الصديق وقت المصلحة ولم يصبح الصديق وقت الضيق وأصبحت مشاعر الحب مزيفة مشاعر
وقتية من أجل اللعب بالعواطف والتسلية. لم تعد تلك المشاعر الأبدية بين اثنين
عهدًا ووعدًا بعدم الفراق اختفى إحساس تلاقي الأرواح والنقاء والإخلاص والصبر
والشوق والإصرار على استمرار الحياة ومبدأ لا يفرقهم إلا الموت ونجد في العمل
تزييف المشاعر تجاه الرؤساء طامعين في الوصول إلى مكانة أو منصب ولم يعد العمل
للاكفاء فيزيف الموظف مشاعره تجاه زميله فيقابله بالترحيب والأحضان وما إن يعطهِ
ظهره يطعن فيه بأسوأ الكلام وقد يلاحقه بإيذاء لأبعد مدى ولكن كم هو إحساس قاسٍ أن
تعيش وسط تلك المشاعر المزيفة فحين تتعامل بطبيعتك الفطرية ومشاعرك الصادقة وتعتقد
أن كل من هم حولك مثلك وتفاجأ بأنك تعيش في عالم غير عالمك فينتابك شعور بعدم
الأمان والخوف فقد كان الأمان في صديق أو حبيب لا يخون ولكن غاب الصديق وتاهت
مشاعر الحب الصادقة انتهت مشاعرنا الجميلة مشاعر الأخوة والصفاء تعلمنا أحب لأخيك
ما تحب لنفسك ووجدنا أنا ومن بعدي الطوفان ضاعت القلوب البيضاء في قسوة وزيف
المشاعر من حولها. قارئي العزيز ما أجمل أن يكون داخلك وخارجك نقيًّا وشفافًا،
نفسك صافية لا تحمل غلًّا ولا حقدًا. خفف على قلبك فقلبك لا يحتمل تلك المشاعر فلا
أطيب من روح صادقة وقلب مسامح وأخٍ صديق صادق ما يمنعك أن تحمل هذا القلب الطيب
الصافي الصادق إلا تطمع فى رضاء الله فقد قال رسولنا خير خلق الله محمد صل الله
عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لا تدخلُنَّ الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا
أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم : أفشوا السلام بينكم )