06 فبراير 2022

احدب نوتردام وجبة فنية متكامله - نبض المصريين

  احدب نوتردام وجبة فنية متكامله : بقلم: الناقدة المسرحية - مـروة أحـمد

يستأنف مسرح الطليعه مجددا ليلة الخميس الموافق 3/2/2022 العرض المسرحى احدب نوتردام تأليف فيكتور هوجو ترجمها للمسرح  اسامه نور الدين واخراجها ناصر عبد المنعم العرض من أنتاج فرقه مسرح الطليعه بأدراة الفنان المخرج عادل حسان  ومدير دار العرض الفنان محمد لبيب التابع للبيت الفنى للمسرح برئاسة الفنان إسماعيل مختار .

رواية احدب نوتردام أحدى روايات الادب الفرنسى من تأليف الكاتب (فيكتور هوجو )والتى نشرت فى عام 1831 م ، وتم   ترجمتها الى اللغه الانجليزية عام 1833 م - وتدور احداث الرواية فى كتدرائية "نوتردام فى باريس"  -   "Notre Dame de Paris"    أحداث القصة تجرى فى مدينه باريس فى أواخر العصور الوسطى وتحديداً فى فترت حكم "الملك لويس الحادى عشر" حيث كان للكنيسه قوه فى  وسلطه كبيرة فى هذة الحقبه التاريخية وكان الملوك والامراء يعملون على دعمها وحمايتها وكان الناس يقدمون المساهمات الكبيرة لها من كل انحاء اوربا انذاك

وجديربالزكر أن  فيكتور هوجو كان  نصيرا لطبقه الضعفاء والمساكين والمهمشين فى المجتمع الفرنسي وكان ضد الظلم وغياب العداله ، وتعد رواية (أحدب نوتردام ) تصورا لشكل الظلم والحرمان والضعف الذى كان يعانى منه الناس فى هذة الفترة من خلال شخصية الاحدب (كازيمودو)ذلك الطفل الفقير الضعيف المشوه قبيح الوجه والمظهر  والتى كان يخاف منه الناس من شدة بشاعه مظهرة مما جعله يتعرض للضرب والتعذيب والقمع والظلم الشديد واخذة أسقف الكنيسة (فرولو) ورباه داخل كنيسة نوتردام يعمل قارع لاجراس الكنيسة ولكن الاحدب ظل تعيسا محروما من الحب  يعانى من الكبت  والشعور بالضيق والملل من شدة قسوه الأسقف معه وحرمانه من التعامل مع الناس خيشة من مظهرة القبيح ،ولكنه يقرر المشاركه فى مهرجان الحمقى او المهرجين فى باريس ليقع فى حب فتاه جميله ترقص فى المهرجان  تلك الفتاه الجميله التى وقع فى حبها اسقف الكنيسة والضابط فيبوس والشاعر جرنجوار والاحدب كازيمودو

 ومن هنا تتوالى الاحداث وتنشب الصراعات بين جميع الشخصيات الدرامية فى منافسة شرسه  لمن يستطيع الحصول على قلب الفتاه والتى تتعرض فى النهاية للظلم وتقديمها  للمحاكمه فى اتهامها بالقتل والسحر ، من خلال مؤامرة قام بها الاسقف ..أيما ان تخضع لحبة أو تتعرض للمحاكمه ثم الموت ولكنها ترفض ليكون مصيرها الموت فى النهاية

العرض المسرحى  احدب نوتردام الذى يتم عرضة مجدداً على خشبة مسرح الطليعه ،هو عبارة عن وجبة فنية متكامله حيث أستطاع المخرج ناصر عبد المنعم  وفريق العرض المسرح فى   تناول الرواية برؤية إخراجية بطابع  رومانسى وبعد سيكولوجى وأداء كوميدى وتراجيدى واستعراضى وغنائى ليقدم  فرجه مسرحية متنوعه ذات ايقاع مسرحى منضبط ومتوازن تشعر بمتعه المشاهدة

تناول العرض الرواية من الجانب الرومانسي وذلك من خلال الشخصيات الدرامية المتنوعه والتى قام بادائها  مجموعه من الشباب الممثلين الووجوه الجديدة  تشعر وكأنهم محترفين تمثيل العرض بطولة الفنان محمد عبد الوهاب الذى قام بدور الاسقف (فرولو ) رجل الدين الذى يمثل الكنيسة   والسلطه الدينية  الروحية ،أستطاع أن يقدم الجانب الخفى والمظلم والتضاد الداخلى لشخصية رجل الدين بكل انفعلاتها الداخلية والخارجية  ذلك الرجل الذى  يعبد الله داخل الكنيسة لكنه فى النهاية بشر له قلب يحب ويعشق ويمكنه فعل المؤمرات الشريرة من أجل الأستيلاء على قلب الفتاه الجميله وحبها له ولكنه بأنانية مفرطه وزكورية عارمه يضعها فى الاختيار الصعب أيما الاعتراف بحبها له او تقديمها للعداله ثم الموت ولكنه يفشل فى نهاية الأمر ويعرض الفتاه للموت ويحسب لمحمد عبد الوهاب هذا الاداء التمثيلى  فى تقديمه لمثل هذا النوع من الشخصيات  بانفعلاتها وابعادها النفسية المتضادة وشخصة الفتاه الجميلة (أزميرالدا) والتى قامت بادئها الفنانه (رجوى حامد)  فى قالب استعراضى وغنائى ورمانسي  تشعر وانت تشاهدها انها فنانه شامله ولكن من وجه نظرى فرجواى راقصة استعراضية اكثر منها ممثله لكن لا ننكر أجتهادها الكبير فى تجسيدها لشخصية ازميرالدا بل وقدرتها الشديدة على ملئ الفراغ المسرحى بصورة جيدة أتخيل أن رجوى فنانه استعراضية لها قدرة على تسلية المشاهد حتى وإن كانت تعمل وحدها على خشبة المسرح لقدرتها الفائقه على ملئ الفضاء المسرحى بادئها الاستعراضى الراقى وجعلتنا نتعاطف معها لنهايتها المؤلمه وايضا شخصية الشاعر (جرانجوار)  تلك الشخصية الدرامية التى تمثل رجل الفن والشعر والثقافه والتى وقع فى حب الفتاه ازميرلدا والتى قدمها الفنان ( يحيي محمود ) كراوى للأحداث الدرامية  حيث تناول الشخصية من الجانب الكوميدى والتراجيدى بقالب شعرى محافظا على رسم الخط الدرامى المتوازن للشخصية طوال فترة العرض ،أما شخصية الاحدب (كازيمودو) قبيح الشكل والمظهر قدمها الفنان ( جورج اشرف) باداء تمثيلى اكثر محترف يجعلنا نتعاطف معه  فى اللحظات التى كان يتألم منها فى مشاهد الضرب والتعذيب والتعرض للظلم والحرمان من الحب  من قبل الاسقف (فرولو) والمجتمع ومن المدهش ان فى نهاية العرض أثناء التحية يرفع جورج أشرف  قناع شخصية الاحدب  من وجهه لتكتشف انه شاب غاية فى الجمال ليحصل  على تسفيق حاد من الجمهور حين اكتشافهم أن من يمثل القبح وبشاعه الوجه والنفس الداخلية الطيبة  هو شاب جميل الصورة ، أما عن شخصية (الضابط فيبوس) التى قدمها الفنان (حسام اشرف) أستطاع ان يؤدى دورة بقوه شخصية واداء درامى وببعد وملمح عصري ليضفى  طابع وصفات شخصية الضابط المتعارف عليها فى عصرنا الحالى  كان له حضور قوى على المسرح وطله خفيفة الظل أيضا ، وشخصية (جيدول) التى قدمتها الفنانه (مى السباعى)  استطاعت مى ان ترسم الشخصية بطابع نساء العصور الوسطى تلك الام التى فقدت ابنتها ازميرالدا ولم تعرفها الا فى نهاية الأحداث وتعرضها للمحاكمه ولن تستيطع إنقاذها من الموت أستطاعت مى السباعى ان تترك بصمه خاصة فى العرض من خلال لأزمه درامية واداء تمثيلى له خف ظل وحضور مسرحى قوى وجسد أيضا شخصية ( القاضى فلوريان ) الذى يمثل رجل العداله  الفنان  المخضرم(محمد حسيب) باداء كوميدى ساخر من نموذج  السلطه القضائية التى كانت تسيطر عليها الكنيسه فى تلك الحقبة التاريخية  فهو رجل لا يسمع ولا يفهم وانما اصبح اداة فى يد الكنيسة وقتها يحسب للفنان محمد حسيب تناولة لشخصية قاضى الظلم بأداء تمثيلى وحس فكاهى جيد ،وأيضا شخصية (كلونان) التى قدمها الفنان ( محمد دياب )  تلك الشخصية التى تمثل لسان السخرية من طبقه الفقراء على حالهم فى تلك الفترة وقدمها الفنان محمد دياب بصنعه مسرحية واحترافيه ولا يمكن ان نغفل دور باقى أبطال المسرحية وهم الفنان (محمود طلعت) قدم شخصية (جاهن )والفنان عمرو شريف (روبين ) والفنانه هبة قناوى فى دور (كرستين ) والفنانه مريم الجندى  فى دور (جيزيل) وفادى ثروت فى دور (ميشل) وأية خلف فى دور (سوزى ) وأحمد مخيمر فى دور (بيير)  جميعهم شباب ممثلين ووجوه جديدة  استطاع كل واحد منهم ان يترك بصمه قوية فى العرض تجعلك كمتفرج تتزكرة دائما و يحسب لهم أدائهم الرائع فى تناول شخصياتهم من الجانب الكوميدى والرقص الاستعراضى والحس الفكاهى وخفه الظل وقدرتهم القوية على  أمتاع الجمهور دون الشعور بالملل او ابتزال  

العرض المسرحى احدب نوتردام هو توليفه متنوعه من كل عناصر الدراما وجبه فنية متكاملة

إخراج ناصر عبد المنعم ،موسيقى والحان (كريم عرفة ) وتصميم ديكور ( حمدى عطية ) وأزياء ملابس (نعيمه عجمى ) واشعار ( طارق على ) وتصميم استعرضات  (كريمه بدير)  ويحسب لهم كفريق عمل  جهدا  كبيرا فى تقديم عرض مسرحى  راقى يحترم عقلية المشاهد والاسرة المصرية والعربية وجدير بالزكر أن العرض قد حصل على الكثير من الجوائز فى المهرجنات المسرحية .