تربية الأبناء في وقت الفتن - لماذا لا نفعل ذلك؟
يتكب : أ.د. يسري الكومي
خبير تدريب واستشارات التنمية - زميل أشوكا العالم العربي لريادة العمل الاجتماعى
الأبناء هم النعمة الأغلى التى يمن الله بها على من يشاء من عباده فكيف نشكر الله على نعمته؟
التربية الصحيحة على منهج الله للأبناء هى الشكر الحقيقى لله،عندما كانت تنزل الآيات بالأوامر أو النواهى كان الآباء يسارعون فى نقلها للأبناء ، نعم يجلسون معهم ويحدثونهم ويقولون هذا هو الحلال وهذا هو الحرام.. كانوا يقرأون قصة قوم لوط فينقلونها للأبناء ويشرحون لهم المعنى فينشأ الأبناء على كراهية ورفض هذا الحرام ، كان الآباء يشرحون لأبنائهم لماذا حرم الله الزنا والعلاقات الحرام خارج إطار الأسرة فينشأ الأبناء وهم يرفضون تماما مجرد النقاش فيما حرم الله، الآيات الكريمة لم تنزل لنقرأها ونحفظها فقط بل لنعمل بها ونجعلها منهجنا فى الحياة. علموا الأبناء أن من يحاول مجرد المناقشة لتمييع أو التقليل من الحلال والحرام فلا يعطوا له مجالا لنقاش أو حوار.. مدخل أصحاب الفتن الدائم هو مجموعة شعارات فارغة حول الحق فى الاختيار والحق فى إقامة العلاقات الشاذة وهذا كله مردود عليه ببساطة.. مع الفارق فى التشبيه طبعا إذا اشترى أحدنا جهازا كهربيا غالى الثمن والصيانة بالتأكيد ستكون عند التوكيل المعتمد للمصنع ! فإذا حاول أحد أن يقنعك أن هذا المصنع لا يعرف الصيانة بالتأكيد سترفض مجرد النقاش معه.. الله سبحانه هو الصانع وهو الذى وضع لنا الطريقة المثلى لصيانة الأبناء والمجتمع ككل.. اجلسوا مع الأبناء كثيرا كثيرا وناقشوهم فى كل شئ بمعيار الحلال والحرام ولا تنخدعوا بالكلمات التى يروجها الذين يريدون أن تشيع الفاحشة فى مجتمعاتنا مثل حرية الأبناء في أن يكون لهم خصوصية أو أسرار. الهجمة الشرسة على منظومة القيم ليست جديدة ولكنها أكثر شراسة مما قبل ..أما النجاة منها فلا تكون إلا بالتربية الصحيحة ونشر القيم السليمة المستمدة من الكتاب والسنة والصبر عليها..حفظ الله أبناءنا وبناتنا من كل سوء وشر وهداهم سبيل الرشاد