10 أكتوبر 2019

نبض المصريين : اسامة فرج قصة العملة مصرية بين الماضى والحاضر الحلقة الاولى

صدر أول جنيه في مصر عام 1836 حيث طرح للتداول في الأسواق المصرية وحل محل العملة الرسمية المتداولة آنذاك وهي الذهب والفضة.

صدر أول جنيه في مصر عام 1836 حيث طرح للتداول في الأسواق المصرية وحل محل العملة الرسمية المتداولة آنذاك وهي الذهب والفضة.

الجنيه المصري هو العملة الأقدم في المنطقة وصدر مصحوباً بقيمة كبيرة تصل إلى ما كان يوازي وقتها ما قيمته 20 ألف جنيه في الوقت الحالي وسمي بالجنيه لأن مصر كانت تحت الاحتلال البريطاني وكانت عملة إنجلترا هي الجنيه الذي سمي فيما بعد بالجنيه الإسترليني.

تم تقسيم الجنيه إلى قروش حيث يساوي 100 قرش وتم تقسيم القرش إلى عشرة مليمات ومفردها مليم وفي عهد الوالي محمد سعيد باشا تم إنشاء العشرة قروش وأطلق عليها المصريون اسم " الباريزة " نسبة إلى أنها ضربت ودمغت في باريس عاصمة فرنسا.

في 3 أبريل من العام 1899 أصدر البنك الأهلي المصري الأوراق النقدية لأول مرة وصدر الجنيه الورقي وكانت قيمته تساوي 7.4 غرام من الذهب واستخدم هذا المعيار ما بين عام 1885 وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914 حيث تم ربط الجنيه المصري بالجنيه الإسترليني وكان الجنيه الإسترليني يساوي 0.9 جنيه مصري.

تطورت طباعة الجنيه طوال القرن العشرين حيث كان يطبع في الخارج وفي العام 1968 أنشأ البنك المركزي المصري دارا لطباعة النقد وبدأ في طباعة الفئات المختلفة من العملات الورقية فئة الجنيه والعشرة قروش والـ  25  قرشا وغيرها في الأول من ديسمبر من عام 1968 كما قام البنك أيضا بطباعة بعض العملات العربية لصالح بنوكها المركزية .

في عهد الملك أحمد فؤاد لاحظ المصريون وجود صورة خادم يدعى إدريس على الجنيه وعندما بحثوا عن السبب اكتشفوا أن وراء ذلك قصة مثيرة فقد كان إدريس هذا خادما في القصر وشاهد رؤيا في منامه فذهب للأمير أحمد فؤاد وقصها عليه وقال له إنه رأى أن الأمير أحمد فؤاد أصبح ملكا على مصر فابتسم الأمير وقال له إنه من الصعب ذلك لأن أخيه السلطان حسين له ولي عهد وهو ابنه الأمير كمال الدين حسين وهو الذي سيتولى بعده لكن الخادم أكد له أنه شاهده في الحلم يجلس على عرش مصر وفي قصر عابدين فضحك الأمير وقال له مازحا إنه إذا حكم مصر سيضع صوره إدريس على الجنيه.

تحقق بالفعل حلم إدريس وتنازل الأمير كمال الدين حسين عن عرش مصر وتوفي السلطان والده وفجأة وجد الأمير فؤاد نفسه سلطانا لمصر فذهب للقصر ليجد إدريس جالسا يصلي فجلس بجواره حتى أنهى صلاته ثم قال له "لقد تحقق حلمك وأصبحت سلطانا على مصر وستكون صورتك على أول جنيه تصدره ونفذ الملك فؤاد الأول وعده وصدر جنيه إدريس الفلاح في 8 يوليو 1928.

كتاب فنون مصرية على العملات الورقية للدكتور أشرف رضا يكشف التصميمات والإبداعات والابتكارات التي صاحبت عملة مصر الرسمية ويقول إن مصر ظلت بدون وحدة نقدية محددة حتى عام 1834 حينما أصدر محمد على فرمانا يقضي بإصدار عملة مصرية تقوم على نظام المعدنين الذهب والفضة يكون لكل منهما قوة إبراء غير محدودة، فكانت وحدة النقود قطعة ذهبية قيمتها 20 قرشا واسمها الريال الذهبي وقطعة من الفضة ذات 20 قرشا أيضاً تسمى الريال الفضة إلى أن صدرت أولى العملات المصرية عام 1836.

وفي عام 1898 صدر أول بنك تجاري يمارس العمليات المصرفية في مصر وهو البنك الأهلي ومنحته الحكومة امتياز إصدار النقد لمدة 50 عاما وفي يوم 1 يناير من العام 1899 صدر أول جنيه ورقي وظلت النقود المتداولة في مصر من العام 1899 إلى عام 1914 متأرجحة ما بين الذهب والجنيهات الإسترلينية بالإضافة إلى أوراق النقد المصري القابل للصرف بالذهب .

في عام 1930 بدأ ولأول مرة استخدام العلامة المائية على أوراق النقد لحمايتها من التزوير وفي العام 1944 ظهرت صورة الملوك على العملات حيث ظهرت صورة لملك مصر فاروق على الجنيه بجانب بعض الصور الأثرية كجامع محمد علي وعلى العملات الأخرى كفئة الـ25 قرشا والـ50 قرشا والخمسة قروش والعشرة قروش وضعت صورة زعماء وملوك مصر السابقين مثل الملك توت عنخ آمون الملكة نفرتيتى وبعد ثورة يوليو وضع على عملات العشرة قروش صورا لفئات الشعب مثل الجندي والفلاح والعامل وسيدة مصرية وشقيقتها السودانية رمزا لوحدة وادي النيل.

في عام 1960 صدر قانون إنشاء البنك المركزي المصري حيث تولى إصدار أوراق النقد وفي 3 أكتوبر 1962 صدرت أول عملة ورقية تحمل صورة نسر الجمهورية كعلامة مائية على فئة العشرة جنيهات وفي عام 1979 صدر الجنيه بحجم أصغر بصورة مسجد السلطان قايتباي مع أرضية من الزخارف العربية كما تنوعت الرسومات الخاصة بالجنيه وصدر وعليه زخارف ونقوش أثرية.

وشهد عام 1993 صدور ورقة من فئة الخمسين جنيها للمرة الأولى في تاريخ البنك المركزي حيث طبعت بعلامة مائية لصورة توت عنخ آمون ومع نهاية عام 1994 صدرت ورقة المئة جنيه الجديدة في تصميم يحمل صورة مسجد السلطان حسن مع خلفيات وإطار زخرفي من الفنون العربية يتوسطه رأس أبو الهول بدرجات الأحمر والأخضر وحملت الورقتان نحو 20 عنصر تأميني.

وفي أكتوبر من العام 2003 أصدر البنك المركزي ورقة نقد جديدة من فئة العشرة جنيهات بتصميم عصري جديد بمزيد من عناصر التأمين والحماية بصورة لمسجد الرفاعي وحمل ظهر الورقة صورة الملك خفرع وشهد عام 2007 صدور أول عملة ورقية فئة 200 جنيه بتصميم يحمل صورة مسجد قايتباي أميرا خور وهي ابنة السلطان الناصر محمد واستخدم في الورقة لأول مرة عنصر تأميني وهو شريط هول وجرامي يعكس ألوان الطيف وكذلك شريط مغناطيسي تتعرف عليه آلات العد بالبنك مطبوع عليه رقم 200.

وفي عام 2005 طرحت مصر الجنيه المعدني بدلا من الورقي وتم منع التعامل بالجنيه الورقي في السوق المصري إلى أن صدر قرار من طارق عامر محافظ البنك المركزي الحالي بطبع العملة الورقية لفئة الجنية مرة أخرى.

وللحديث بقية فى الحلقة القادمة ........ حديث مع الخبير الاقتصادى د : عبد الرحمن طه