5 ملايين جنيه من رئيس الحكومة إلى أسامة هيكل لكي يشتري ثلاث سيارات جديدة.. اثنتان له والثالثة لسكرتيرته..!
⚫️ الحكومة تقتطع من مرتبات الموظفين لمواجهة الأزمة.. ثم تمنح الملايين إلى وزير الإعلام ليستكمل بها وجاهته في موكبه الميمون بشوارع القاهرة
في المرات القليلة التي التقيتُ فيها برئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في مكتبه، لاحظت أن الرجل من النوع الذي لا يحب الزعامة، ولا يهوى الظهور، رئيس حكومة بدرجة موظف، ارتقى السلم الوظيفي من أدنى درجاته، حتى أصبح رئيسًا للحكومة، رجل بسيط.. حتى لتجد أنه يضع مثلي جاكت إحتياطي في مكتبه للضرورة، كأن يتم استدعاءه فجأة، إلى مقابلة هنا أو لقاء هناك، على الرغم من أن مثله يمكن أن يُسيّر خلفه"كرفان" بدولاب وحمام فاخر وسرير، خاصة وأنه تقريبًا يقضى أكثر من 16 ساعة يوميًا في العمل.. لكن الرجل ببساطة معروفه عنه، يحتفظ فقط بجاكيت آخر للضرورة.
قد يندهش رئيس الوزراء نفسه إذا علم أني أعلم أن أغلى جاكيت يرتديه وهو رئيس للحكومة المصرية الآن لم يتجاوز سعره 3 ألاف جنيه، لا تندهش يا دكتور مصطفى، آخر ثلاث بدلات وصلوا إلى مكتبك اقتطعت لنفسي مثلهن عند نفس الترزي الذي يخيطُ لك ملابسك، لم يتجاوز سعر الواحدة منهن 3 ألاف جنيه، زميلي ياسر شورى مدير تحرير جريدة الوفد اقتطع لنفسه ثلاث مثلهن أيضًا عند نفس الترزي، أرجو ألا تعاقبه لأنه أفشى السر.
عم صلاح، هذا الترزي الطيب يتكلم عنك بكل الحب، يحسن إلى العِشْرة الطويلة بينكما بالحديث عن سيرتك الحسنه، وعدم تغييرك إياه رغم التحولات الضخمة التي طرأت على حياتك المهنية خلال الفترة الطويلة منذ بدأ يخيط لك ملابسك قبل أكثر من عشر سنوات إلى أن أصبحت رئيسًا للوزراء الآن.
غير أنك وأنت كذلك وعلى هذا الحال من البساطة، صرفت يا دولة رئيس الوراء لأسامة هيكل من جيب المصريين قبل أيام خمسة ملايين جنيه، فقط لأن وزير الإعلام يريد أن يكون له موكب من أربع سيارات مرسيدس سوداء بخلاف سيارات الحرس، لكي يباهى بها نفسه على الطريق من بيته في القاهرة الجديدة إلى ديوان الوزارة في وسط البلد كل صباح.؟!
فهل يُعقل يا دولة رئيس الوزراء وقد شرعت حكومتك في خصم مبالغ مالية كل شهر من مرتبات الموظفين البسطاء لمواجهة الآثار الاقتصادية التي خلفتها أزمة كورونا على الإقتصاد المصري أن تعطي لوزير في حكومتك هذه الملايين الخمسة فقط لكي يصبح لوزير الإعلام موكب مهيب على الطريق؟!
قد لا يتخيل البعض صدق ما أقول خاصة في مثل هذه الأوقات العصيبة التي يعيشها إقتصاد البلاد وهذا الخطاب السياسي الذي تتبناه الحكومة وهي تحاول إقناع المصريين بضرورة إسهامهم بمبالغ مالية في هذا الظرف الحساس، أن تقوم بمثل هكذا تصرّف.
أتحدى هنا أن يخرج المتحدث الرسمي للحكومة فيكذبني في شيء من هذا الأمر، أو أن يخرج وزير الإعلام نفسه وينفي معلومة واحدة مما ذكرت
سبق لأسامة هيكل أن نفى قبل ذلك ما قلته عنه من أنه يقبض مرتبه بالدولار ، وخرج يتحداني أمام الجميع أن أثبت صحة ما أقول، لكنه برغم ما بحوزتي من مستندات وقتها رفضت نشرها حفاظًا على المصدر، لكنني طلبت منه أن يذهب إلى النائب العام لمقاضاتي وهناك سأثبت له صدق ما أقول، وقال وقتها أنه سيفعل، ولم يفعل.
ترى كيف سيكون رد رئيس الحكومة في هذه القضية الماثلة أمامنا الآن لو علم سيادة الرئيس بهذه الواقعة؟
كيف سيكون رده ووزير الإعلام لديه عدة سيارات مرسيدس بوصفه رئيس لمدينة الانتاج الاعلامي، فما الحاجة إلى شراء سيارات جديدة؟!
ثم كيف توافق يا دولة رئيس حكومتنا الطيب أن تزد له سيارة أخرى ( تويوتا) لكي تخدم سكرتيرته؟! وأصر هو أيضًا على أن تكون من موديل السنة...!
ألهذا الحد وصلت بنا الأمور؟!
من قال لكم يا رئيس حكومتنا أن مثل هكذا ظرف تعيشه بلادنا ويعيشه معنا كامل الكوكب يمكن أن يكون مناسبًا لمثل هذه الرفاهية؟! في وقت تسعى فيه كل حكومات العالم ترشيد نفقاتها لمواجهة الجائحة التي أصابت الإقتصاد العالمي في سويداء القلب.
تقول المعلومات أن أسامة هيكل قبل ثلاثة أيام راح يطالع بنفسه السيارات التي اختار منها سيارتين واحدة "مرسيدس" موديل 2020، والثانية "بي إم دبليو" موديل 2020 أيضًا.
الوزير رفض عرضًا لنفس الماركات عن موديل 2019 "زيرو" ينخفض فيه سعر السيارة الواحدة منهن بحوالي مليون جنيه عن الموديل الجديد، لكن أسامة هيكل ورغم تقارب الإمكانيات إلى حدٍ كبير بين السيارتين أصرّ على أن تكون السيارات الثلاث موديل 2020..!
خطيئة رئيس الوزراء في نظري أنه وهو أمين على المال العام، لم يستطع أن يرفض طلبًا لوزير الإعلام الجديد، يهابه بشكل غريب.. كما لو أن أسامة هيكل هو رئيس الوزراء ومصطفى مدبولي وزير في حكومته..!
غير أنني قد ألتمس بعض العذر لرئيس الحكومة في ذلك، حتى لا يجد وزير الإعلام أي حجة يبرر بها فشله في آداء مهامه أمام رئيس الجمهورية، من أن رئيس الحكومة لا يتعاون معه، ولا يوفر له الإمكانات اللازمة لممارسة عمله بشكل جيد في المهمة التي جيئ به من أجلها.. ضبط المشهد الإعلامي، ليبدر هنا سؤال مهم لرئيس الوزراء ولمن يحمي وزير الإعلام؛ وهل السيارات الجديدة هي التي ستساعد الأخ أسامة هيكل في أدائه تلك المهام؟!
ثم أينها تلك المهام يا أخ أسامة وأنت لم تنطق بكلمةٍ واحدة في أزمة برنامج رامز جلال الذي ما تزال تصرخ من أثاره السيئة أغلب مكونات المجتمع المصري، حتى أن وزارة الصحة بعد صمتك المريب تصدّت هي للقضية وأصدرت عنها بيانًا رسميًا تطالب فيه بضرورة وقف البرنامج الذي قالت وزارة الصحة أنه؛(.. يحمل الكثير من العنف والتعذيب والسخرية والاستهانة بالضيوف، والتلذذ بآلامهم، وممارسة التنمر عليهم، وسط ضحكات مقدم البرنامج بما يتنافى مع آدمية الإنسان والإنسانية).
هذا ما قالته وزارة الصحة في بيانها حول البرنامج المثير للجدل وطالبت الوزارة بضرورة وقفه، بينما أنت وأنت المختص بهذه القضية جعلت إحدى أذنيك من طين والأخرى من عجين كما يقول المثل الشعبي في مصر.. لأسباب ما تزال غامضة.
لم يسأل رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي وزير إعلامه أسامة هيكل عن السيارات المرسيدس الأخرى التي هي تحت خدمته الشخصية في مدينة الإنتاج الإعلامي ومنها السيارة المرسيدس موديل 2018 التي اشتراها هيكل من أموال المصريين في هذه الشركة، ماذا سيفعل بها؟! وما هي الضرورة في شراء المزيد من سيارات مرسيدس الفارهة؟!
كما لم يسأله الدكتور مصطفى مدبولي؛ منذ متى نشتري في الحكومة سيارات للسكرتيرات؟
وما هي الضرورة في ذلك؟! وما علاقة ذلك بمهام الأخ أسامة في إصلاح الإعلام؟!
والله لقد طفح الكيل منك ومن تصرفاتك يا أخ أسامة ولم يبق بمقدورنا إلا دعوة صائم قبل الإفطار الآن وهي( حسبنا الله ونعم الوكيل ) فيك وفي من سمح لك من الحكومة بتبديد أموال المصريين هكذا..!
يارجل.. ألم تستح وأنت تشاهد رئيس الجمهورية نفسه قبل ثلاثة أيام وقد ظهر في سيارة واحدة وعادية وهو يستكشف الأعمال الإنشائية في كوبري الفسطاط ..! مع الفارق المهول في الاحتياطات الأمنية التي يجب أن يخضع لها الرئيس، ولا تنطبق عليك..!
إلى ما سبق فإن علاقة الأخ أسامة هيكل مع المظهرية والفخفخة الكدابة ممتدة منذ أن اشترى في 2014 لمدينة الإنتاج الإعلامي ثلاث سيارات، اثنتان منهما مرسيدس والثالثة "فولفو"، واحدة استخدمها هو والاثنتان لمجهولين لم يعرف بعد من يستخدمهم حتى الآن، غير أن المستندات في ذلك تقول أن شركة مدينة الانتاج تحملت نفقة صيانتهما وتمويلهما بالبنزين بمبلغ 960 ألف جنيه خلال عامي 2014 و2015 .. !
ما يعني أن سموك منذ 2014 وحتى الآن تسحب من خزينة الدولة سنويا ما يقرب من نصف مليون جنيه فقط للبنزين و الصيانة، أي أكثر من 1200 جنيه في اليوم لسياراتك الشخصية في مدينة الانتاج الإعلامي فكم ستكون التكلفة بعد أن أضفت إليها سياراتك الشخصية الجديدة وأنت وزيرًا للإعلام؟!
يارجل.. إننا نعيش في موسم الموت، الذي يحاصر الكوكب من أربع أنحاءه، حتى أن الغالبية فيه قد أخذهم الفيروس إلى حالة من الرهبنة والزهد بينما أنت وبرغم ظروف البلد التي لا تخفى على أحد.. لم تتعظ بعد..!