18 يناير 2023

اسراء محمود حلمى تكتب قصة (أبي) -نبض المصريين

قصة قصيرة (أبي)

بقلم / اسراء محمود حلمى

وبينما كنت أجلس أشاهد ابنتي وهي تتحدث عن موضوع تخرجها عن الطلاق الأسري وتأثيره علي الأبناء

وجدت نفسي أتذكر قصة حياتي وأسردها لتكون هي القصة الحقيقة لموضوع البحث.......... عندما نظرت إلى صورة طفولتي القديمة وهي صورة لفتاة جميلة شقراء شعرها كالخيل في نعومته ومنحتني هذه الصورة سعادة غامرة وكأنني في الرواية الحقيقية لأليس في بلاد العجائب ولكنني قررت فجأه أن أمزق هذه الصورة التي تذكرني بطفولتي مع أمي بعدما قرر أبي أن يأخذني من أمي تلك الليلة التي قرر بها أبي أن ينشطر كياني إلى نصفين 💔 ومع زوجة أبي رأيت أنواع من التلون والكذب والزيف بالمشاعر فكنت أذهب دروسي ويخيل إلي أنني مثل باقي الأطفال الأسوياء ولكن هذا كان ظاهريآ فقط وعند الليل يأتي لي شبح زوجة أبي المرأة ذات الشعر الكستنائي التي تتظاهر بالحب لي وعرفت أن الصورة التي تفتعلها أمام الناس هي صورة الجو الأسري الهادئ وقد علمتني زوجة أبي أن الحياة الأسرية يمكن أن تقوم علي ألوان أخطر من الكذب!! وببنما كنت أقف أمام المرآة عند بلوغي آلاحظ تطورات جسدي رأيتها في الجانب الأخر من المرآة وقد رأيت في عينيها النفور نفسه التي شعرت به عندما أخذني أبي إلى هذا البيت وسمعتها تتحدث مع أبي يومآ لتزوجني أخيها وكانت خطة ذكية منها لتتخلص مني وهكذا حاصرتني الهواجس أن أبي سيتخلي عني في سن صغير و كلما حاولت طرد هذه الهواجس زادت إلحاحآ وأبرمت الصفقة أخيرآ بمواقفة أبي فحاولت آخذ موقفآ هذا اليوم واعترضت وأنا اتهته في الكلمات فقد أصبت بمرض نفسي مؤخرآ نتيجة التشتت الذي اصبت به وشعور الغربة الذي اجتاحني مبكرآ بسبب أبي ولكن سرعان ماأصبت بالخذلان برفضه حتي سماع ماأقول فأرتسمت علي وجهي ابتسامة إستهزاء نتيجة لمحاولة التمرد البلهاء التي قمت بها فهربت من البيت وبينما كنت أعبر الطريق أصيبت بحادث ادي إلى كسر قدمي وكل ذلك ولم أثير الشفقة في قلب أبي ليتركني أعود إلى أمي وعلمتني الحياه أن مسمي الأب مسمي كبير لا يستحقه كثير من الرجال وتزوجت ومرت السنوات مزيجآ بين الراحة والشقاء وأرسلت لي أمي أموال قد ادخرتها من أجلي وطلبت من زوجي السفر لقد قررت الهروب من ماأكره لأعيش مع ماأرغم وبدت موافقته وكلماته اللطيفة في اذني ملبسة بالتهكم والسخرية فقد حال المرض النفسي بيني وبين أشياء جميلة في الحياة انجبت ثلاث اولاد وانقطع اتصالي بأبي وطلب مقابلتي وهو على فراش الموت وعند رؤيته تصادم الماضي مع الحاضر لم يكن وقتها الأب القاسي الذي اعرفه ولكنه كان رجلآ عجوزآ شعره غزيرآ أبيض توفت عنه زوجته وماإن رأيته حتي انهالت علي الذكريات كموجة جارفة كادت تغرقني حتي خارت قوتي تمامآ وأيقظ سؤاله في نفسي ذكريات الطفولة الحزينة فالجدار الذي لم يسندني يومآ يتساقط الآن وطلب مني طلبه الأخير أن أسامحه وكان ردي سريعآ قاطعآ........... رد الفتاة متروك لضمائركم