قصة قصيرة بعنوان: الدكتور الجامعي يحب
بقلم : إسراء حلمي
الطالبة التي كانت تجذب انتباهي، عندما كنت أدرس لها قد أنهت دراستها الآن، ولشدة تعلقي بها حيث كانت ترافقني أثناء عملي وفي مكتبي، لا أستطيع أن أنسى فستانها الأزرق أو ربطة عنقها، لا أعرف تحديداً مالذي يجعلني أتذكر هذه التفاهات في وسط ماأنا به من انشغالات؟!
حتي آراءها التي كانت تعترض بها فقط لتثبت وجودها، رغم أنها تعلم أنني على حق يالها من فتاة مغرورة وجميلة أيضآ! لقد تركت الطالبة الجامعة اليوم، لا أعلم لماذا ساد سكون صامت في نفسي؟ لقد تغيرت الأشياء من حولي، وأصبحت جامدة وفجأة وجدتني أصرخ بكل مافي من مشاعر ولكن بدون صوت؛ وقد أحتفل الطالبات بحفلة تخرجهن، وعندما علمت بموعد الحفلة بالجامعة وجدتني أهيئ نفسي لألقي نظرة.... نظرة تشق طريقها بين جبال الأسى في نفسي، ولأول مرة أشعر فيها بالخجل والإحتقار من نفسي. وبعد الحفلة مباشرة وصلتني رسالة صوتية من رقم هاتفها ولغفلة عقلي حينها فتحت الرسالة بسرعة شديدة وأنا بين طلابي فإذا بي أسمع صوتها تقول( وأنا احبك أيضًا ) ، وأنتشر هذا الخبر بين الطلاب أن الدكتور الجامعي يحب! وفجأة وجدتني أفقد سمعتي بين طلابي، وسأفقد عملي أيضًا، فأرسلت لها رسالة لوم شديدة اللهجة ولم يصل منها رد ، ولم أستطع الوصول إليها فجلست مع صديق لي اخبره بما حدث فقال لي هل تحبها؟؟ وفي تعبير يطمس الحقيقة في الحال، لم أجد وقتها أمامي إلا الضحك أخفي خلفه الألم المرير وقد أنكرت سؤاله، فهل يجسر أن يتخطي يوماً الأستاذ مشاعره؟ ، وحاولت الوصول إليها معتذراًعن رسالتي الأخيرة؛ ولكن دون جدوى لا أعرف إن صادفني بها القدر هل سيكون مافي جوفي فقط هو الأعتذار؟ ولتحالف الأقدار ضدي انقطع عني أخبارها وعلي الجانب الآخر اتهمت بتهم أخلاقية، فنحن كما تعلمون في بلدة تعظم الصغائر من المصائب ، ونصحني صديقي بأن أتزوج فالزواج بداية جيدة لقطع لسان الأعداء. وبعد سنوات من زواجي وبينما أنا في معرض الكتاب ذات يوم وجدت كتاب يحمل اسم طالبتي الجميلة بعنوان: ( وأنا احبك أيضًا ) فعلمت أنني بطل هذا الكتاب .