.. بقلم/ جمال زيادة ....
هل فعلاً حكومتنا حكومه للأغنياء و رجال الأعمال و الواصلين فقط ؟!!! و لذا نرى تصرفاتها مع ضعفاء البلد و غلابتها مغايره تماماً و فى كل شئ !!! و لذا نسأل الناس الغلابة و هم بسطاء بلدنا ليه ماحدش حاسس بيهم فى البلد دى . الناس دى هما أصل البلد . الناس دى إل شالت على كتافها البلد وقت الضيق و وقت الضعف . الناس دى إل ربطت على بطونهم وقت إحتياجنا و صبروا . الناس دى عمرهم ما إتأخروا عن البلد فى الحرب أو فى السلم و بدون منظرة و لا تصوير للشو الإعلامى !!!! الناس دى لما بنحتاس بنطلب منهم النزول أو السكوت أو الصبر أو حتى الجوع و بينفذوا بلا تردد . كفايه إن نقولهم إن دى مصلحة البلد !!! الناس دى .. عمرهم ما طلبوا مقابل لحبهم و لا لخدمتهم و لا لإخلاصهم و لا لتعبهم و لا حتى لصبرهم علينا !!! لدرجة أننا تعودنا على إستخدامهم بل و أحياناً مذلتهم و كأنهم خدامين عندنا حتى نسيناهم و تعودنا أن يخدمونا و فقط !!! حتى لما شَمِينا نَفَسْنا شويه و أمور البلد تحسنت . لم ننصفهم أو حتى إفتكرناهم !!! لكننا تجاوزناهم و نسيناهم كعادتنا بل و دوسنا عليهم بجحودنا و غرورنا و كَبرنا شوية هلافيت عليهم عشان يبيعوا و يشتروا فيهم و إحنا بنتفرج و بنضحك عليهم !!!! الناس دى هما الدولة و هما الشعب و هما الأصل . مهما حاول المضللون و المخادعون و المنافقون أن يوهمونا ببجاحتهم و بالفهلوه أنهم فقط الأهم و الأفضل !!! الناس دى هما الفلاح و العامل ( الموظف البسيط) .. و فقط !!! نعم .. هم فقط إل تعبوا و إل جاعوا و إل صبروا و إل إستخسرنا فيهم العيشة بكرامه حتى لما كبروا . لدرجة أصبحنا ننفر منهم و نتمنى موتهم . ليفسَحوا الطريق لغيرهم . لنمص دمائهم و شبابهم أيضاً كما تعودنا !!! الناس دى .. لما ظروف البلد بتتحسن شويه . كل واحد بيعرف ياخد نصيبه أو حته من التورته إلآ هم لا يطمعون فى شئ و لا ينتظرون مقابل بل لا يهمهم إلآ أن تكون البلد بخير و فقط !!!!! نعم .. الناس دى .. تعودنا بل أصبحنا نتفنن أن نأخذ خيرهم و عافيتهم و نستفيد بشبابهم ثم نتركهم يواجهون الموت و المجهول بأنفسهم عندما يشيخون !!!! إنظروا للفلاح .. شتتناه و لخبطناه بين حاجة الأرض له و التكنولوجيا المنتظره التى أغريناه بها بدون تدريب أو مساعده . فأصبح تائه و خسر هنا و هناك حتى أفقرناه و كَبلنا عقله و يده و أصبح السجن مصير أكثرهم . عندما تاجرنا به و تناسينا ما يقدمه للمجتمع من خدمات و لولاه لجُوعنا . لكننا إستكترنا عليه رزقه و مقابل عرقه و قررنا أن ( نقَسِم معاه ) !!! فأضعفناه بطمعنا و غبائنا و إستسهلنا الإستيراد و تسهيل كل الأمور لمجموعه من الفاسدين ( أفضل من مساعدة فلاحين بلادنا ) !!! أما المعلمون . لو كانت حكومتنا لازالت تتزكر أن فى مصر معلمين فشكراً لها !!! نعم .. شكراً لها أنها لم تقتلهم حتى الأن !!! شكراً لها أنها تتركهم يتنفسون و لم تخصم من أنفاسهم !!! شكراً لحكومتنا أنها لازالت تترك لمعلمى مصر الحق فى المشى فى شوارع دولتهم دون أن يدفع رسوم أو يخصمون منه !!!! لا عجب فيما أقول . فقد فعلت حكومتنا بمعلمى مصر الذين تفانوا و صبروا و تعبوا فى تعليمهم و تعليم المجتمع أكثر من ذلك !!! نعم بمنتهى الغل و الكره أوقفوا مرتباتهم منذ عام ٢٠١٤ و حتى الأن !!! و أصبح من يترقى أو يكبر فى العمر مرتبه يقل ( غير كل موظفى الدولة ) !!! و لم تحاول و لا وزارة تدعمه أو تُقدره أو حتى تشاركه معها فيما تفعل !!! و لا نقابة أنصفته أو ساعدته أو قامت بواجبها نحوه مثل كل النقابات المحترمة !!! فلو أراد معلم التدريب أو الترقى فعليه أن يدفع مقابل ذلك ( غير كل موظفى الدولة )!!! و لو تجرأ و قال رأيه فى منظومتة أخرسناه بل و سجناه حتى لا يتجرأ هو أو غيره و ينطق !!! أما نقابتهم لا سامح الله من يحتلون كراسيها . كل همهم تستيف أوراقهم و التجارة فى الأراضى و كل فتره الطلب بزيادة الخصومات على المعلمين ( تقريباً البهوات عايزين يجددوا فللهم أو سياراتهم و سيارات أولادهم ) !!! حتى عندما ترمى حكومتنا لمعلمينا عضمه فإنها تكون على ثقه أنها خاليه من اللحم و من أى فائده !!! أما المعاشات فتستجدى لطم الخدود و شق الجيوب مما يحدث لهم بكل بجاحه !!! نعم . أخذنا خير شبابهم و صحتهم و عمرهم . ثم قلنا لهم موتوا بقى !!! فأخرجناهم على المعاش بأقل مبلغ نهاية خدمه بين موظفى الدولة جميعاً و هم من علموا كل الموظفين !!!! ثم تندرنا عليهم بأقل معاش شهرى بين كل موظفى البلد !!! و عليه ان يتصرف . فيدفع كهرباء و مياه و غاز و زبالة و إيجار و يكفى إحتياجات أولاده من تعليم أو لبس أو زواج بنت أو ولد أو علاج نفسه و زوجته . كل ذلك من معاش يقل عن٢٠٠٠ جنية !! و لأننا تعودنا بل و أدمنا الظلم بل وصلنا لحد التفاخر به . فلم نستطيع أن ننصفهم بعدة جنيهات ( كثيراً ما نصرفهم فى تفاهات أو فى سهرة أتفه ) !!!! ليحيوا حياه كريمه فى أخر أيامهم لكننا لظلمنا بخلنا عليهم بكل شئ حتى بالكلمة الطيبه و سيبقى هؤﻻء ( غلابة بلدنا ) هم الفخر لمن يفهم و يقدر فقط . لكنهم سيبقوا هكذا شاهدون على ضعف حكومتنا و التى إستنفذت سنوات الرسوب و لازال الرئيس السيسى يتوصت لها !!! لكنها لم تتعلم و ستبقى هكذا مدمنة للظلم و سياستها شاهده على قلة حليتها و على قلت أهل المروئة و النخوة و الإحساس بل و الرجولة !!!!